المتأهب

2012/09/26

صوت الحنين





يحلق طيري والجناح يُسيَّبُ

وصوت الحنين اليوم همسه يُسلَبُ


يلام الجوى إن كان لحنه هائم

ألا ليتهم من ذا المُلامِ تقربوا


حزون المدى أنباء ما حل بالربا 

رياح الردى والعمر خطوه يُسحب



نجوم السما ترنو إلى متألمٍ

وما به أمسى من أنينه يُكتَب




وما بين ذيَّاك الحنين وزهوه

جنوح ظلام الليل يقضي وينهب




فكم تُيِّمَ الوجدان من لفحة الشذا

وبات على جمر الجوى يتقلب




بواد التوى ذكرى أمارتها الندى

على صفحه سالت لنبضه تنُسب




ولما راته ساهما هتفت له

بلهفة بوحٍ... رعشها يتغلب




رمته بزهر البيلسان مودة

لعلَّ من الأنسام روحه يُرأب




يؤوب جناحي بالحنين مغرداً

وعن روضة الإحساس هل يُتغَرَبُ ؟


نبيل أحمد زيدان

2012/09/24

البشارة



البشارة







رسم الزمـان بصفح مجدك شامة

هل يا دمشق لذا القيام علامَـة؟ 


لمـلمت شعري بالسطور كواحـٍة

من ياسمـين ونرجسٍ وخـزامـة 


وغزلت غصن الغـار ملمسه سرى

بنسـائمٍ فاحـت عتيـق مدامة 


ونثـرت من روح البنفسج بهـجةً

سالت على رهـف الشعور وسامـة 


ونسجتُ من لون الورود خميلةً

رقـصت مع الإحساس رقص يمامـة 


وهناك فوق خـدود جدولها ندى

وعـبـير زنبـقه جمـيل إقامـة 


وحزمت إكليلاً من الأحلام قد

أبقى الربيع بزهر أنـسه شامة 


ورذاذ ماء الزهر فوق حروفه

من مهجة تدعو لنهج سـلامـة 


علّ العـطور تثير بعـض مشاعرٍ

للـحب من أغصانه بنهامـة 


علَّ الحـياة تفيض من خفقاته

وحياً على الوجدان دون ملامـة 


كي تَنبُـتَ الأمال فوق جفوننـا 

مرسومـةً وشـفـاهنـا ببسامـة 


إني العشيق وقلـبي الزاهي

بـدا بجمـوح وجـدٍ,لا يبيح جهامة 


ليعيش ثورات الجيـاع ويرتدي

حبَّ الجـهـاد عـقيـدةً وإقامـة 


يرتد نحو الظلم صهوته المـدى

وبـصدره الأوطـان فيض غمامـة 


يسري على الآفاق هاجسه الصفا

ومـرامـه الإنسان قيد,وآمـة 


ما العشـق إلا حيثما الروح انتهى

في ظل موطنه عـزيز كـرامـة 


هي لوحـة الألوان مشرقة المـنى

لك يـا دمشق يعاد سفر إمامـة 


نًقَشَت حوائطك الملاحمَ صـورةً

وروت حجارتك القصيـدَ شهامـة 


عطرت حروف النصر من ريحانة

و شذا كتـابٌ كنت فـيه مقامـة 


كلَّلتِ سيفك بالصحاف إمـارةً 

ومضى على حسمٍ لكل غشامـة 


تترى الكرام على المـوارد ترتوي 

والـوِرد يرشف من ثراك زعـامـة 


المجـد ملكك والمـلوك مسيـرةٌ

إن ودعـّوا, فبـقاسيون عـلامـة 


شقَّ الربى صخرٌ وسوسنُ ضمّـها

رَضَـعا شموخك والطباع نسامـة 


وتكحـلت أمجـادنا بـعزيمةٍ 

فبدا بعـين النجـم, ليس نجامـة 


بيـضـاء سـرٍّ والسريرةُ أختهـا

ما قـط تمكن باللسان لجـامة 


أرسلتِ بشرى والبشائر موكـبٌ

أ رسـى أصيـل محبـةٍ وعصامـة 


ما غاب طيفك عن فؤادي أو أنـا 

صادفت في حب الحـبيب ندامـة 


وحقـيقـة الأشواق ذكرى درّها

سيـلٌ من الهمسات دون حجامـة 


هي فـطرة العشاق إن زادت هوىً

أ ثـرٌ يعيـد إلى المريـد فـهامـة 


أهديتِ ماء الكـون بعض صفائه

وأريـتِ للشـمّاء رفـعـة هامـة 


يصفو لك التـاريخُ حين سلامـه

ويـعـود طـوعاً إن أراد سـلامـة 


ويجـدُّ في طلب الرحـيق مـسائلا

مـوروث حِكمة من يريد عمامّة 


يمتص أطياف الزهـور كنـحلـةٍ 

ويـدرُّ في صوت الـوجود رخامـة 


فحـملتُ هودجـه موشى قيمـةً

قيـمـاً لعـولمة الفضـائل تـامـة 


عـنوانها الإنسان عند وضائه

حـلـلا من الإيمـان ليس صرامَة 


من ذا لنسج بياضها إن لم تـكن

روح الشآم تحوم حوم حمامة 


ليشاع في أفـق الفضاء عـدالـةً

ويشعّ في إنساننا بفـخامـة 


فبنورها التاريخ وهـجُ حـضارةٍ

وبشـارةٌ ,للعـالمـين مـقـامـة



نبيل أحمد زيدان