المتأهب

2015/11/21

تخليص النية عن الفساد من أفضل الجهاد


تخليص النية عن الفساد من أفضل الجهاد

الحمد لله على آلائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أرضه وسمائه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتم أنبيائه وصلى الله عليه وعليهم أجمعين وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة الى يوم لقائه وسلم تسليما
أما بعد فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عز من قائل في محكم التنزيل (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )
كيف نعبد الله ونخلص له الدين تعال معي أخي لنبحث في ذواتنا نقصد الإخلاص، وقصد الشيء بالقلب هو حقيقة النية وقيل عزيمة القلب وقيل الإرادة .
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم ( المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ) رواه أحمد في المسند عن فضالة رضي الله عنه .
وقال الإمام علي رضي الله عنه (تصفية العمل أشد من العمل وتخليص النية عن الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد .
لذلك فإن فعل الطاعات تلزمه النية كما هو الابتعاد عن المعاصي:
إذا كان الجهاد بالمال والنفس في سبيل الله ظاهرا وفرض كفاية وهو الأصغر
فإن مجاهدة النفس لتصحيح النية وخلاصها من الشبهات والشهوات هو فرض عين وكان الأكبر. والنية غيب لا يطلع عليه إلا الله .
ولابد لتخليص النية من أدوات فالعلم دراية العقل والإيمان اعتقاد بعد علم وقول فعمل
قال تعالى ( من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
لهذا كان الثواب والعقاب حصاد النية إن صحة أم فسادا لذلك أجمع العلماء على اشتراط النية في جميع العبادات فالنية سابقة العمل
وكان حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن نبيينا صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى....إلى آخر الحديث دلالة واضحة على ذلك .

أين تترعرع النية وتتشكل أليس القلب مكانها أوليس القلب مركز العواطف والمفاهيم والأفكار والعقائد وركائز الأخلاق

وقال تعالى (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور )
وعن النعمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) أخرجه البخاري
فاحرص أخي على أن تكون من ذوي النفوس اللوامة التي أقسم الله عليها واعمل على تزكيتها واحرص على تقواها قال عزّ وجل ( ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) صدق الله العظيم

 للـذات نعــبر أنسـنـا        كي ما نحاسب نفسنا
هذي الحياة كومضة        تمضي مجنحة السنا
خـذهـا الـيك مـزكـيا        والله يــغـفـر أمسـنـا
ظفر الذي حرث الربا      زرع النوايا ..أحسنا
نبيل أحمد زيدان


روى الإمام أحمد بالمسند ( الإسلام علانية والإيمان بالقلب ) وأشار رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الى صدره ثلاث وهو يقول (التقوى ها هنا ) كما كان يقول صلوات الله وسلامه عليه بالدعاء (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
واعلم رحمني ورحمك الله أن تخليص النية عن الفساد جهاد. فمرد الأعمال إلى القلوب والمميز لها النية وهي محور الدين وقيل أنها ثلث العلم وأن أول جهاد النفس تصحيح النية لأن كسب العبد يقع بقلبه ولسانه وجوارحه .