المتأهب

2013/01/23

سيف قادم






لا لست منا أنت للطغيان
وقد ارتديت عباءة الإيراني

لو عاد سيدنا الحسين مجددا
لأقام فيك الحد بالإعلان

ولكان أول ثائر متقدم
للحق يعلي راية الإنسان

والكاذبون المرجفون كمثلكم
لم يدركوا المعنى من الأزمان

عبروا على التاريخ دون تدبر
لم يقرأوا منه سوى العنوان

كل السيوف تجردت من غمدها
كي تقطع الموصول بالبهتان

انظر إلى زحف اليقين وشمسه
بدأت تعيد النور للأركان

انظر إلى الإقدام ليس كمثله
أنت اليزيد اليوم بالعدوان 

تعمى القلوب وأنت ظلٌ ناظر
كيد الأعاجم في مدى الميدان

ها نحن سيف قادم متأهب
قد عمدته مناهل الإيمان

2013/01/20

إنتماء



إنتماء

ندهتك أنت عروس المدى


نسيم المحبة قطر الندى



ندهت وكفيَ ماء الدعاء


وأنتِ لغيب النوى منتدى



ضباب الغيوم يلف السماء


ويجنح حتى انطواء السَّدى



عبرتُ سياجا لروض الأنا


سألته ألا يثير الصدى



وعمدني مطرٌ قد أفاء


إلى خبرٍ سبق المبتدا



تدلى بقلبي فطل الرداء


شفيف السناء إلينا أغتدى



فكم مرة قد أعاد انتماء


وكم مرة للهوى انشدا



فهلا نزعت أناك ولاء


وهلا أضأت شموع الهدى



فإن رمت بعدا لومض الضياء


فخذ من حنيني معاني الفدا



فمفتاح باب الأمان وفاء


وقلبيَ بابٌ ولن يوصدا



نبيل أحمد زيدان

دمشق تنتصر







ضـــيـا الشــآم مــدارٌ أيــنــها الــدررُ ؟  ***   شـفّت بأنـوارها الأفـلاك والـقـمـر

بـدت على قـلـم الـتـاريـخ مـرســلـةً    ***   بشرى المحبة وانقادت لها البشر
يرتادها العاشـق المـوعـود في أمـل   ***    وهـل يـنـال منـاه إن هــو الــحـذر
يـــدور من حـولـهـا هـلاّ تـــوافــيـــه    ***     ظـمـآنـهـا وَلِــهٌ يــنـتـابـه الــخـفـر
 أبقت منارتَها لــلمــجــد مــنــزلـــةً     ***   حتى تـدلى وفي إشـعاعه الـظفرُ
وقـيـل قــد بـزغـتْ أحــلام ثــورتــه     ***    لسحرها خلجةٌ مذ أعـلن السحر
ما أمهلتْ غسقاً غــافي بغــيمــتـنا   ***     كـما سـهيلٌ خـبا إن آذن الَـحَسُر
حلّت جدائلها فــوق الــربا رشـقـت   ***    ,ورودها والـثـرى مـا مـالـهـا غــرَر
شموسها في جبين الشرق ساطعةٌ***    من وهجها لفحت فاجتاحه الزهرُ
ما الملك إن هي لم تملك دوائره     ***     وجـهاتـهـا عـالـمٌ إن غـابـك الأثــر
فسلْ ربيعاً زها في حضن أندلسٍ    ***     ومـجـدلـيتـها إذ يـنـطـق الـحـجـر
آثارها في خـطا الأزمــان عــابـــرةٌ    ***     دلـيلك السيف والإيمان والـثـمـر
هذي دمشق وعطر الروح ربوتــها     ***     مـزاهـرٌ وجـنـان الأرض تُـخـتَـصَـرُ
حوادث الدهر قد طالت معالمــها     ***     وقـيل يـعـجز عن وصفٍ لها الخبر
ما أحسب الشك أجراساً معلقةً     ***     توثقت صـوراً هـل يكـذب الـنـظـر
ذكــرتــك الــيوم والأرزاء مـائلـــةٌ       ***   جراحات قلبي حزونٌ ساقها القدر
تـنـاثـرت بـك أشـلاءٌ مـضــرجـةٌ        ***   وما اكتفى عبراً من عبرتي الكدر
ظلام ليلٍ وقد زادت بسطــوتــه       ***    آلامنا حين غاب الغيث والـمـطـر
وما نأت عن خيار القوم مكرمة        ***     وهاهم اليوم قد قاموا وقد نفروا
ويح القوافي فما وافت مشاعرنا     ***     وفّـت شـآم وفي ذا الآن تـنتـصر

2013/01/19

ديمة مسائلة





مرت فضاء القلب فاختلج

يا ديمةً من ودقها وهج



إني عبرت الغيم في وله
حتى جناحي بالندى وشج

ولفت هفيفا في تآلفنا
ودجان لا لانقطع الودج

لم أسْلُ عنها حيث يخبرني
روحٌ على أهدابها اندرج

و يَشُفُّ ما بعد المدى أمدا
ولخدرها في لمحةٍ عرج

لكنها ما أيقنت أملا
يا ليتني حلمٌ بها نضج

أبدتْ حزون ملامحي البدلا
عبثا ..تعود وتسفرالمهج

تبقين سائلةَ النوى أسفا
إن ما دنا تسقينه الحرج

و لنا حنينٌ ليس تحمله
إلا طيور الشوق إن حلج

وبنا أنينٌ كلما خطرت
ذكرى التقاء الهمس ما خدج

لم أخف نبض الحب عن شغفٍ
بغماره إن حل قد نشج

آليت بعدا عنك سيدتي
لكن قلبي عنك ما دلج


عند المنحنى





يكفيه فخرا أن أثار بكِ الزهرْ
فأرقتِ عطرك في زغاريد السمر

حَلّقْتُ فيك بلا مدى عبر الفضا
وجعلت منك أميرةً يوم السهرْ

وبلمحةٍ صغت النجوم لمعصمٍ
قد خلته من مرمرٍ منه ندر

ورسمت آيات الضياء بخلجةٍ
هيهات يدرك سرها بعد النظر

وبهمسة تنثال أحلاما بدت
قيثارة عزفت بألحان المطر

عبر المساحات اختياري كنته
طيرا يهاجر في تضاريس القمر

وهناك عند المنحنى كنت الوفا
وغرست فيه الياسمين بما اعتمر

كنتِ البنفسج في انثيالات الهوى
ترنو ترانيم المحبة إن حضر

من ذا الذي لثم الينابيع ارتوى
ما أن سرى حتى رمى فيها حجر

من وشوش الجلنار فتنة لونه
وأتى بنرجسة الأنا عند السحر

انظر أوان العتم ذا في نبضة
من ومضتين فما آتاك وما اختصر

من رعشة الورد المكحل بالسنا
وبموسمٍ غصنٌ تعانقه الثمر

بدأ الهوى يروي تباريح الأنا
من مهجة فتناثرت منها الدرر

وأنا الذي في جعبتي خبأته
ولموعدٍ أبقيته بعد الحذر

في سدرة العشاق قاموس الصفا
مرآة ذاتك فيهَ ما احتار البصر

أومى لك العذال... شذاذ المدى
كي يقتلوا فرح العيون وما انهمر

وأنا بلهفة ذا الحنين إذا انثنى
في لونه الجلْنار ...للغصن اعتذر

نبيل أحمد زيدان

جموح


                              
جموح


تهوى النفوس ومنها اللوم والعتب
والصمت بعضٌ إذا ما القلب ينسلب

يد على باب زهدي ما بها نهدت
لركنه ندهت في همسها اللهب

ابقت براقش آيات تسلسلها
عن عطرها بدت الأزهار تنسحب

رغم اعتكافه في أركان معبدها
لليلها هوس القنديل ينتسب

يراقص الشك مع جمرٍ يؤججه
فهل بدا بجموح الريح ينقلب

خرافة طُمِرتْ في ثوب تورية
كيف الحنين على أغصانه الحطب

وأحرقت لبقاياه بمدفئة
كم كان ناظرها في كفه الذهب

قرأت عينك في قاموس شقوتنا
لم أبتعد عن أوان كاد يقترب

لكن نرجسة الأحلام ثائرة
والنصر صبر إذا ما جئت ينتصب

ألم تر الأ لم الآتي لخيمته
من ظالم جاحد والموت يرتقب

ألم تر الأمل المرسوم في أفق
نرنو له ودماء الخلق تنسكب 

من أي كف حمام الدوح مشربه
هديله في مدى الأحزان ينتحب

العين ماء إذا مارمت نظرتها
احفظ فإن جف عنها الماء تحتجب

إصرارنا راية للمجد خفقتها
والنصر آيته من خالق يهب
نبيل أحمد زيدان


غزة لن تموت



توافق الحقد في دوامة الأرب
شامٌ وغزة في قيثارة العربِ

أصوات شجبٍ وقد ملّت مسائلها
كل الأنام وبات اللحن للطرب

تنقّل الداءُ والأيّام دائرة
من ظنَّ ليس بهِ فالداء بالعصب

اهربْ برجلكَ من جرحٍ بغرتنا
ارحل إليك فكلّ العار بالهربِ

أقصيت عزّك عن نهج الفدا عجباً
أيُسْقَطُ الفرضُ عن تعويذة الحسب

بدّدْ رمالك بالتعداد ما حُفِظتْ
تحتَ السنابكِ قد دامت على الغلبِ

أيُّ الدروب سلكت الحلَّ معتمدا
للسيف قبل التدني في ردى النوب

ما السلمُ سلمٌ ... فإن شحَّتْ شجاعتنا
عاد الوبالُ علينا غير مُحْتَسَبِ

تُخْتارُ غزَّة ما احْتارتْ إذ احتسبتْ
كما الشآمُ أهاليها من النخب

احمل جبينك هل تبقى منكسَهُ
ليس السويّ كما المنكبّ في الرُتَب

سياسةٌ سقطتْ أوراقُها احترقتْ
سيُفْصَلُ اليومَ بينَ الجدِّ واللعِبِ

نبيل أحمد زيدان


تلك الفلسفة






لا لن أخوض بكنه تلك الفلسفهْ

فعلى رصين سياقها متكلفهْ


أبقـــيــــتَ تـــاريــــخ الـــنــــزاع لفتنةٍ
ولـــنـــا الــحــيــاة كـــمـــا نـــراهــــا مُـخــلَــفَــهْ


لا أقـــلــــق الــــمــــوت الــــمــــؤرخ وجــــهــــةً
فـــهــــي الـحـقـيــقــة إن عـــرفــــت مــعـــرّفـــهْ




نـــأتــــي الــمـــمـــات فلا نــسرُّ بعــيـــشـــةٍ
بـــالــــذل تــمـــضـــي لا تــــكــــون مــشـــرّفـــهْ


وإذا الـتـقـيــنــا فـــــــي ملامح عتــمــــةٍ
ألــــمـــــاً ..مــصــابــرةً...وجـــلُّ الــمــوصــفـــهْ


فمن الـشـريـعــة لوّحت بعلامة
هـــــــزأت بـــأقــــوال الــشـــفـــاه الــمــرجــفــهْ


لــــــك أن تـــكـــون بــــــذي الــحــيــاة كزهــــــرة
لـــــي أن اكـــــون ثـــــرىً بـــــروضٍ مــورفـــهْ


أنوار بسملة تروح برحلة
بُــســطــت عـــلـــى كــــــفي فـــعـــالاً مـنـصــفــهْ


هي لـلـجــيــاع سنابلٌ مغــــــروسة 
هــــــــي لـلـيــتــامــى والأرامــــــــل مــــردفــــهْ

قــــيـــــمٌ أبـــــــــت ســكــيــنـــةً في ظلمةٍ
هــــــي مــــــن وصـــايـــة ربـــهـــا لـمـصـفـفــهْ


قــــــــدر الــشـــهـــادة أن تــــجـــــلَّ بـــرفـــعـــةٍ
لا أن تــصــيــر مــــــع الـشــظــايــا مــؤســفـــهْ


لـــيـت الــــرؤى أوفتْ بـــحـــق مــسـائـلٍ
لـكـنـهـم رضــخــوا لــــرأيٍ مـجـحـفـهْ

جاءك القدر


                                                                   
                                                        جاءك القدر


أين التفت فصدٌّ ثم موصدة                أين التفتَّ فسدٌّ ثم منحدرُ


ما بالسماء سبيلٌ كي تمر به            فلا جـناحٌ ولا طـيـرٌ ولا سـفـر

                           أين المفر فأيُّ الأرض حاملةٌ        ذنب الدماء وقد أضحى بها الأثر

أنى اتجهت نجيعٌ... ليس من هربٍ     أحـاطـك المدُّ هذا اليَمُّ والنهر

سيلٌ وقد غمر الجوديَّ منتقلٌ          لا عاصم اليوم من يأويك يُنْتَهَرُ

انظر فمن حولك الأرواح سائلة          بأي ذنب أُخـذنا أيـها الـعكـر

أتتك بيضاء مثل الطير ساجعة           سلمية بسلام الكف تُخْتَصَرُ

ترنو إلى منصفٍ بالحب يسبقها        فرعونها عـجباً ينتابه الـهـذر

أيقظت جرحا وكم كنا نهدهده         حتى ينام وفي أطرافه الخدر

لكنك الخطل المرسوم في أفق       لا ما أتيت ولكن جـاءك القدر
 

نبيل أحمد زيدان

القصيد تورد


                                                   
                                                           
                                                                      القصيد تورد


يعود إلى همس تبدد بالمدى     ***  وذكرى نديم عن حنينه أبعدا

تعود جراح القلب ترعف كلما     *** ندى من نظيرٍ والهوى له أوقدا

يبوح إذا جنَّ الجوى بعهوده       ***  وهل يـلام الروح إن هـو أوفـدا

أ أسفح عطر الصمت بعد عبوره  *** فـتهتف ذكـراه لأبـقـى مــبـددا

أوان أتى في بعضه شبهٌ بدا     *** مددت يدي في جعبتي كي أسددا

فـقال ألا رافقت آثار خـطـوتي    ***  فقلت وكيف النبض إن ذا تـمـردا

وليس لما أمضي إليه بكاتب    *** إذا ما بنا يقضى الهيام لأشهدا

ندهت لعهدٍ منه سالف صبوتي *** فلست ملاما إن قصيده غردا

تعال إلى حكم الهوى متجردا ***  و لا تأت إن سحرٌ بلحظك ُجرَّدا
 
أخاف على زهدٍ رعيته يافعا     ***  ومـا كنت إلا لـلجـمـال مـجـنـدا

فأضرمت نارا للغواية في دمي  *** وأصبح قلبي لـلمحبة مـعبـدا

سألته عفوا فاستجاب لرجوتي *** وعـاد جراحي بالضياء معمدا

قبضت بباب الريح أعلن صمته  ***   لـكـأنـه في ذا الممر تمددا

وأبقى بـقايـاه تـفوح بعـطره     *** وكم يـا أنـا فـيـنا العبير تنـهدا

أما كان لي في ذا الفِناء عريشة ***وللياسمين الزهر فيه تفردا

تعاتبني من بعد ذلك كـلـه     *** وتسألني كيف القصيد تـورد


      نبيل أحمد زيدان

أنسام




أنسام

هبت الأنسام مولاتي

من روابينا الجميلات


تحمل الذكرى وتنثرها

من تباريح الخميلات


تنهر الأحزان تمسحها

من ردى ظلمٍ وويلات


تنفح الأطياب تنشرها

لانتصارٍ في المدى الآت


لا تغب عن صوت فرحتها

لا تقل ضاعت مجالاتي


عد لها فالقلب ساحتها

وانتهى عهد المقالات


أيقن الثوارهودجها

وانتفى قيد الخيالات


أعلن الإيمان ثورتها

في هبوب من سلالات


باختصار مال محملها

عن أوان الإحتمالات


هذه الأيام قادمها

من ضياء البدر مولاتي


نبيل أحمد زيدان

قصيدة

قصيدة




مرت الأيام كالحلم


عيدنا يا أنت لم ينم



كلّ عام أنت رونقه

فرحة في ثغر مبتسم


كيف لا تحلو نسائمه

عطره من زهرة القمم

عبرت والصدر موطنها

وسرت مع فوحها بدمي 


ليت ما فيه يبوح به

يعجز الإفصاح بالقلم

كيف لي بالوصف ارصفها

شمسنا وضاءة النَجَم


عمد الإلهام مولدها

وانثنى الإحساس بالرأم


كتبت فينا ملامحها

غردت قيثارة النغم


يا حمام الدوح بلِّغه

من سلام الروح والقيم


ويحها الأشعار ما هتفت

أينها عن واحة الكرم

                                   نبيل أحمد زيدان

2013/01/11

دوائر الطغيان



مرّت على حافةِ الأهداب ذكراهُ

             ما خِلْتُ لَفْحِتَها تسري بمسراه



رفّت به ومضت بالضوء ترشقني
             ومال قلبي لها فالدفءُ أغراهُ

ولوَّحت لي فأبقت بالهواء يدي
             يثيرني ليلها والسهد أجراه

والعين ساهمةٌ ما بيننا انهمرت
               بعبرةٍ عبَّرَت عن عود ذكراه

مخيمٌ عصفت أرجاءه ألماً
               به غدى أهلنا بالآه أسراه

رمت عزيزهم الأقدار فامتثلوا
              وما بهم على الأحداث مجراه

بين الدماء وبين الماء قد حصروا
               فمن جحيمٍ إلى مثْلٍ وأذراه

طفولةٌ سُرِقَتْ منها براءتها
             مغتالها واهمٌ والجرمُ عرَّاه

باتت دوائر طغيانٍ تطوِّقه
             من حوله فكما يمناه يسراه

أيُّ الضمائر قد هبت لنجدته
           هل علقوها شعاراً حيث نقراه

والنفس خاطبت الوجدان سائلةً
           أين المرايا أما أنَّتْ لِمَرْآه

أم أنهم عصبةٌ أرست بنا قدماً
             من ضلَّ أوله خانته أُخْراه

نبيل أحمد زيدان