المتأهب

2015/06/22

شآميّ



لا تلـم اسماءنا أنّـى اغـتربنا
أقـبلت أيـامـنا لـمـا اقـتـربـنـا

 لهفة الماضي أطلت كـبـريـقٍ
قطرات من سما الروح انسكبنا

مر بي ألقى سطورا من فـراغ
قد مـلأنـاها حنـينـا و احـتسبنا

أُوقفت زهرةُ ضوءٍ عن مداها
في ليالٍ كم ألـفـنا وارتـقـبـنا

 عطر انثى من ربيعي يقتفيني
رجوة العمر استقالت فانصلبنا

بيـن صـيف وشتاء مـا عرفـنا
 بـهبوب الريـح عدنا وانسلبنا 

وانتـبهـنا بعدما هـربت يـدانـا
من عيون الضوء بالليل احتجبنا

وابتدأنا موسم الهجر ابتـعادا
وانمحينا بعد أن كـنا انكتـبنــا

أيـنا يا قـلب سالي عن نداها
عن مـرايانا ابـتعدنا واغـتربـنا 

كـلنـا يـاشــام ننساب حنـينـا
كلـنـا أسماء للشــام انتسبنـا

نبيل أحمد عبد القادر زيدان


احتمالات المنى





يغـمُر الغيـَمُ ظـلالي مـا أصـابْ
بات طيفاً في صباحِ العينِ جابْ

في سماءٍ وسـعـت لـهـفـتها
واستطال الكحل من فيض سحاب

حينها قد أسرفَ الوجـدُ سـرى 
عبْرةً ٌفي صفحةِ الوجـنِ عتـاب

أين مني فـرحـة مـا رَحُــبَــتْ
وصدى الهمسِ أسيراًً بالرحاب 

من ثرى العمر بدتْ وايـتـدأت 
تنقلُ الخطوةَ مْعْ ذات الخضاب

أُضْمِرُ الأمسَ ومـا كان الومـى
لمحةًٌ للوحي والوحْيُ خطابْ

ايـقـظََ العصفورَ مـنْ غـَفـوَتـِِه
فشدا بالغصنِ للزهر ِ وطابْ

أمْسَكَتْ حبلَ الهوى من صوتهِ
فتدلى البوحُ في الحسنِ وذاب

مثلما العــطـر هـمـتْ نفْحَـتُه 
و استمالََ الروحََ من خلفِ حجابْ

كلّما بالمنحنى جـنَّ الدُجـى 
يضحكُُ البـدرُ وينـزاحُ الضبابْ

عجـبا. لمَّا الـتقـينا اعتـمـرتْ
رفـةََُ الطـير ِ وهـلتْ بالعـجاب

رقـةٌ مـا لامست وكن الـهـوى
بان فيه الجرحُ من غير حـراب

من يـَدي تأْخذُ بـي ما عـَبرتْ
قلت كيف انتابني روحُ الشباب

وأنا الطيرُ المجنح ارتَسمَتْ 
في جناحِيه مساحاتُ السراب

ربـَّمـا مـن زهـــرةٍ فـــوَّاحــةٍ 
لوَّحتْْ من جنةٍ أخـرى فـصاب

بيننا الـكـون احتمالات المـنى 
بتُّ أخشاها ......ثوابا و عقاب

ساريـات سِرْنَ مـن أفـيائـها 
ما أفاءَ الكأسُ من بردِ شراب

قـــدرٌ قـد باتَ يحــتـلُ الرُبــا 
نحـمد الله وقـد كـان كـــتابْ

أشرقت بالخلد أنسامُ المدى
تقطفُ الشمسَ تصلّي للإياب

لمّتِ الأسماءَ في أغـصانـِها
سِرُّها في قبضةٍ تفْتحُ بـاب

ضمةٌ من ياسمين السورِ معْ 
حفنةٍ من حضنِها .سِفْرُ التراب

خــطَّ فيه النهرُ مـا مـرّ بـهـا 
مـن أنـيـنٍ وحـنـيـنٍ و عـذاب

ودمشق اليوم في مـوعـدِها
ما انثنى الزهرُ بـعـطرٍ وأنـاب
..................
نبيل أحمد زيدان 

2015/06/21

امبراطورية ( ولادة أفواه )





وحيداً نأى خلـف النجوم وأينــعا

عناقيد ضوء قد تــدلى وأبـــدعا



رأى ما رأى وحي العيون بنبضه
توشى بياضا من سناها وأشرعا 


فما ضـلّ قلبٌ كنـت أنت دلـيـله
منــارة حـبٍ ما أتــاهــا و ودعــا

يـدانا سماءٌ بالسماء تهامست
لـنغمر في أم الظـلال ونخشعا 

على ضفة الأحزان يتكئ الشذا
سرى لأنيـن الياسمين وأسرعا 

أراق على جمر الخدود حنـينـه
وفوق شفاه الجرح ملحٌ تجمعا

تبـيح المسافات التـقاء زمــانـه
تجلَّت لــه روح الزهــور فأدمعا

وحادثةٌ بالغيــب تكتــم سـرها
أخذتُ يدَ التأويلِ كي نتـتــبعا

تعــود بعتم الليل تدني بثـوبـهـا
فـأبصــر من روحٍ تجــردنا مــعا 

فـأُوقــدُ قـنـديـلاً بـزيـتٍ مـبـاركٍ
وأنّـــا لهـا من بـعـد أن تتـمنـعا

أذوب بنهد السابحات إلى المدى
لـمـوسم عــطـرٍ آن أن يتــربــعا 

دمشق على أبوابها الوعد والهدى
تـعـال بفجرٍ يـا حبـيبـي لنقرعا

يـدارون حتـى لـو أطـل بسحره
وليس على التاريخ أن يتـقنعا

فمذ جاءه الإيوان في حلم الكرى
تمنى من الأمس الحضور ليرتعا

عشية بـوحٍ والـهتـاف يـطالـــه
لنـشوة قـولٍ بالخطاب تبـلتـعا

وقد شفّت الكأس اختلال فراغها
ولادة أفــواهٍ بـسقـطٍ تـقـشـعا

لتُسحب من ذيل العباءة سطوةٌ
ومــا أن كـشفنا للعـمامة أصلعا

فلا امـبراطورية الأمـس لوحــّت
ولا خمرها ينساب كي نتـجرعا

بدائرة التـهويل دارت كــؤوسـها
فكـيف بكـأس اللغو أن نتنشعا

عواصمنا . التاريخ إن هو ذكرها
يـعـد لـمـراحٍ في صبـاه ترعرعا 

وقف عند أقدام الحقيقة برهة ً
إنِ الـحـزم إلا ما أتاك لتسمعا

دمشق بفقهٍ ما علمت أصوله
تـأنَّّ يـعـلمك الــزمان لـتصنعا

هناك يقام المجد من مجدليةٍ
تـرتـل آيـات الضــيا لتشعشعا

بصوت انحسار الريح :أعظم أجركم
فلا شمس في حضن الغروب لتسطعا

من جنسه أجرٌ يوافق رجسكم
فساد الرؤى غطى الفضاء بما ادّعى

فخذ ما تبقى من رماد رفاتها
بقايا من الإيوان حيث تصدعا