القصيد تورد
يعود إلى همس تبدد بالمدى *** وذكرى نديم عن حنينه أبعدا
تعود جراح القلب ترعف كلما *** ندى من نظيرٍ والهوى له أوقدا
يبوح إذا جنَّ الجوى بعهوده *** وهل يـلام الروح إن هـو أوفـدا
أ أسفح عطر الصمت بعد عبوره *** فـتهتف ذكـراه لأبـقـى مــبـددا
أوان أتى في بعضه شبهٌ بدا *** مددت يدي في جعبتي كي أسددا
فـقال ألا رافقت آثار خـطـوتي *** فقلت وكيف النبض إن ذا تـمـردا
وليس لما أمضي إليه بكاتب *** إذا ما بنا يقضى الهيام لأشهدا
ندهت لعهدٍ منه سالف صبوتي *** فلست ملاما إن قصيده غردا
تعال إلى حكم الهوى متجردا *** و لا تأت إن سحرٌ بلحظك ُجرَّدا
أخاف على زهدٍ رعيته يافعا *** ومـا كنت إلا لـلجـمـال مـجـنـدا
فأضرمت نارا للغواية في دمي *** وأصبح قلبي لـلمحبة مـعبـدا
سألته عفوا فاستجاب لرجوتي *** وعـاد جراحي بالضياء معمدا
قبضت بباب الريح أعلن صمته *** لـكـأنـه في ذا الممر تمددا
وأبقى بـقايـاه تـفوح بعـطره *** وكم يـا أنـا فـيـنا العبير تنـهدا
أما كان لي في ذا الفِناء عريشة ***وللياسمين الزهر فيه تفردا
تعاتبني من بعد ذلك كـلـه *** وتسألني كيف القصيد تـورد
نبيل أحمد زيدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق